فضاء حر

ورطة الأحزاب والحوثيين

يمنات
شكل الحوثيين من واقع سياسي فاسد في ممارساته ونخبه وواقع قبلي تغيب معه مظاهر الدولة. فالنظام الذي حاربهم ستة دورات عزز من قوتهم ومن عدتهم اكثر من نيله منهم..
و المتغيرات الجديدة مكنتهم سياسيا وعسكريا وتمدد في محافظات متنوعة .. وفساد النخبة الحزبية وانتهازيتها مكنت الحوثيين من القفز عليهم والامساك بالعاصمة وسلطات الدولة.
و هنا ظهرت الاحزاب وكأنها متفاجئة مع انهم ببلادتهم مهدوا الطريق لخصومهم -الحوثيين- وهؤلاء وقعوا في فخ كبير نظرا لغياب خبراتهم السياسية وغير قادرين بمفردهم تشكيل حكومة ومجلس رئاسة وتحالفات الحوثيين ليست وثيقة بالقوى الشبابية والاحزاب التحديثية وهم في صنعاء ضمن محيط قبلي داعم لهم لكنه لا يمنحهم مشروعية..
و لعل استقالة هادي والحكومة زادت من تعقيد المشهد وتعقيد الموقف للحوثيين فالرئاسة والحكومة بقيادات جنوبية و لا يمكن تجاوزهم والا كان ذلك مبررا ناجزا لموقف جنوبي تجاه فك الارتباط، ولان الحوثيين لا يجدون شخصية جنوبية تعمل معهم بشروطهم هنا لابد من اعادة الامور الى شرعيته النسبية من خلال هادي لمدة زمنية محددة ودون تمديد لفترة انتقالية جديدة ومع تشكيل حكومة جديدة من شباب الثورة دونما قبول اي وزير كان سابقا في اي حكومة وان يظهر الحوثيين خطابا وطنيا يساعدهم في استمرار الاطراف الاخرى للحوار معهم..
و مع تهافت موقف بن عمر واحزاب المشترك فالحوار قد يستمر في حال زادت حصة القيادات الانتهازية من جميع المكونات..
و مع غياب دور اقليمي ضاغط للخروج من الازمة فان الخارج الاقليمي والدولي قرروا اطالة عمر الازمة اليمنية وهو الامر الذي حذرنا منه من عامين بانه ان لم نستفيد من الدعم الخارجي فسيكون للخارج اولوياته واجنداته وفق مستجدات وقد لا تكون اليمن محل اهتمام.
و هنا لابد وان ترتفع القيادات الحزبية الى سقف الوطن بعيدا عن المحاصصة ومنطق الغنيمة فأولويات البناء الوطني دولة حديثة موحدة لامجال معها للمليشيات بل تنمية واستقرار…؟
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى